top of page
Writer's pictureDala Nashef

ما هو التفاؤل المكتسب؟

Updated: Jul 31, 2022

باختصار، التفاؤل المكتسب هو المفهوم الذي يمكن أن يغير سلوكنا وتصرفاتنا من خلال فهم أفكارنا السلبية ومواجهتها. وهو أيضاً عنوان الكتاب المشهور لعالم النفس مارتين سيليغمان، الذي يخوض أكثر في هذه النظرية.

ما هو التفاؤل المكتسب في علم النفس؟

باختصار، التفاؤل المكتسب هو المفهوم الذي يمكن أن يغير سلوكنا وتصرفاتنا من خلال فهم أفكارنا السلبية ومواجهتها. وهو أيضاً عنوان الكتاب المشهور لعالم النفس مارتين سيليغمان، الذي يخوض أكثر في هذه النظرية.


خلفية مختصرة عن الموضوع:

الهدف من علم النفس الإيجابي هو تحفيز إحداث التغيير في صميم علم النفس لبناء خبرات إيجابية بدلا من الانهماك فقط في ترميم الأحداث الأسوء في الحياة. (سيليغمان و شيكسينتميهاي، 2000، الصفحة 5).

التفاؤل المكتسب هو تعريف من علم النفس الإيجابي، وهو عكس مفهوم العجز المكتسب: وهي الظاهرة التي يعتقد فيها الأفراد انهم عاجزون عن تغيير ظروفهم بعد معاناتهم المتكررة من حدث مرهق.


مستندا الى خبرته السريرية في علم نفس، ومع الكثير من أعماله التي تركز على التشاؤم، أصبح سيليغمان فضولياً حول تفسير لماذا بعض الافراد لا يشعرون بالعجز على الرغم من الظروف التي تدفعهم لذلك. تبدّل اهتمامه وبدأ البحث عن كيفية جعل الأفراد اكثر تفاؤلاً.

بعضٌ من أعماله السابقة ناقشت كيف يمكن للتفاؤل والتشاؤم ان يكونا مرتبطين بتفسير الأفراد للأحداث العسيرة والتحديات التي يواجهونها.

تلك الأعمال وضعت حجر الأساس لكثير من الدراسات حول مواضيع أخرى، منها:

- منافع التفاؤل على الفرد، بالمقارنة مع التشاؤم.

- تأثيره على الصحة، السعادة، والنجاح.

- كيف يمكن للناس تعلم أن يصبحوا أكثر تفاؤلاً - التفاؤل المكتسب.

الفوائد المرجوة من البحث:

1- تحسين الصحة

2-التحفيز والفعالية

3- النجاح الوظيفي

هل يمكن للتفاؤل ان يُعلّم؟

"الحياة تصيب المُتفائل والمُتشائم بنفس المصائب والنكسات، لكن المُتفائل يعيشها بشكل أفضل"

سيليغمان 2006، الصفحة 312.


إن وجهة نظر علم النفس الإيجابية عن التفاؤل المكتسب تدور حول كيفية تفسيرنا للعالم، ووفقًا لهذه الفرضية، فهي ليست سمة ثابتة ولا جزءًا من تصرفاتنا. بدلاً من ذلك، يمكن ان تكون استراتيجية - بل نظرة يمكننا صقلها، عندما نبدأ تحدي أفكارنا السلبية التلقائية.


بعض الدراسات تقترح أن التداخلات التفاؤلية حسّنت تفاؤل الأفراد بشكل ملحوظ، باستخدام افضل تداخل ذاتي متاح بطريقة وجه-لوجه كان له الأثر الأكثر ملاحظة على جميع الأفراد المدروسين.

(Meevissen, Peters, & Alberts, 2011; Layous, Nelson, & Lyubomirsky, 2013; Malouff & Schutte, 2015).



باختصار: اذا استطعنا تعلمه، يمكننا تعليمه، سليغمان 2006.

ما هي أسباب التشاؤم؟

توجد بعض التفسيرات المختلفة التي تفسر لماذا يمكن أن نكون متشائمين.

هيشت (2013) يناقش مجموعة من الأسباب الإدراكية والحسية التي من خلالها يتجه الناس ليصبحوا متشائمين او متفائلين.

الاهتمامات وتحليل المعلومات:

أولاً، يمكن ان تكون بسبب اهتماماتنا الانتقائية أو طريقة تحليلنا للمعلومات.

فكر بها بهذه الطريقة: يمكن للكأس أن تكون إما نصف ممتلئة أو نصف فارغة، ويعتمد ذلك على الجزء الذي تركزه به، أليس كذلك؟

على فرض أنك تشعر بالعطش، وجود الماء في الكأس هو اعتبار ايجابي، وعندما تصب اهتمامك على ما يوجد لا على مايغيب هو نظرة تفاؤلية. عندها تتجاهل حقيقة أن نصف الكأس فارغ، وبذلك تقوم بتصفية جميع المؤشرات التي لا تتوافق مع نظرتك.

كما أن بعض الدراسات التي تتناول حركة العينين تقترح أن المتشائمين يفعلون العكس، ويقضون وقتاً أطول في النظر إلى الاعتبارات غير السارة مقارنة بالأشخاص المتفائلين.

(Isaacowitz, 2005, 2006).

وحدة التحكم:

هيشت (2013) يصف آلية إدراكية أخرى محتملة -وحدة التحكم- وهي تشير إلى قدرتنا في التحكم بعناصر حياتنا أو حتى تغييرها.

وحدة التحكم الداخلية متعلقة بالتفاؤل؛ وهي إيمانك بأنك تستطيع التحكم بالأشياء، كنتائج الامتحانات، أداءك الوظيفي، والبيئة المحيطة بك بشكل عام.

في المقابل، يميل الشخص بوحدة تحكم خارجية إلى شعوره بالعجز إزاء تغيير أسلوب حياته، علاقاته وغيرها. يعرّف هيشت هذا الأخير بأنه المتشائم.

على الرغم من أن كلاً من وحدة التحكم الداخلية والتفاؤل يمكن اعتبارهما منفصلين من الناحية المفاهيمية، ولكن بلا شك هناك تداخل بينهما، وبدورك فكّر بالفائدة المرجوة التي يمكن ان تستفيد منهما.


الأسلوب الإسنادي :

عندما نفسر الفشل او ننسبه إلى عوامل داخلية وشخصية ثابتة، تبدو لنا غير قابلة للسيطرة، كمثال: العلاقات الفاشلة، تتحول إلى "أنا لست محبوباً" - وهي نظرة تشاؤمية.

أما عندما ننسب الفشل إلى عوامل خارجية، موضّعة، وعابرة، سنتأمل خيراً للحصول على نتائج أفضل في المرات القادمة. "لم أقدم أفضل ما لدي بسبب الزكام، لكني سأصبح أفضل عندما أُشفى" وهذا مثال واضح على التفاؤل.

إذن يمكن أن تطبق الأساليب الإسنادية على النتائج الإيجابية أيضاً ولكن بطريقة معاكسة. إسناد النتائج الإيجابية لعوامل ثابتة، مستقرة في أنفسنا، ومنتشرة عالمية هو حالة تفاؤلية، مثل: "لقد نجحت بالامتحان لأنني طالب عظيم"

بينما إسنادها لعوامل مؤقتة وغير قابلة للسيطرة هي حالة تشاؤمية، "لقد كان نجاحي ضربة حظ، لن يحدث معي مرة أخرى"

(Abramson et al., 1978).


يوجد استبيان حول الاسلوب الإسنادي يمكن من خلاله قياس التفاؤل والأساليب التفسيرية.

بالعودة إلى سؤالنا الأصلي، توجد بعض الحالات النفسية التي تجعلنا متشائمين دائما أو في أوقات محددة، الفكرة من التفاؤل المكتسب أن هذه الأمور يمكن تحديدها ومعالجتها.


كيف يمكن تحسين التفاؤل؟

هناك عدة طرق لتحسين تفاؤلك. يوصي سيليغمان بطريقة ABC لألبرت إليس في كتابه "التفاؤل المكتسب"، ولا يضر معرفة المزيد عن التشوهات المعرفية التي يجب تغييرها.


التشوهات المعرفية، أو ما يعرف بـ 3P:

تدعم ثلاثة تشوهات معرفية طريقة فهمنا للتجارب:

الشخصنة، التفشي، الديمومة.

يمكننا تعلم أن نكون أكثر تفاؤلاً، من خلال مواجهة هذه التشوهات.

الشخصنة - Personalization: يمكن تعريفها بحسب طريقة إسناد الأمور إلى عوامل داخلية أم خارجية. فإذا حدثت مصيبة، يعزوها المتشائم إلى عوامل داخلية، ويرى بذلك ان ما حدث كان خطأه الشخصي، بينما يعزو المتفائل ما حدث الى عوامل خارجية، وبالتالي لا يلقي اللوم على نفسه، بل يعتقد أن المرة القادمة ستكون أفضل.


التفشي - Pervasiveness: وهو مصطلح يصف الانتشار العالمي لحدث سلبي معين. يتم الاسناد هنا على الحدث السلبي بشكل وثيق بل يتعداه لرؤية الأمور على نحو كارثي، مثال: "لقد قمت بعمل فظيع، لن يتم توظيفي مرةً أخرى" وبذلك يميل الفرد للاعتقاد بأن النتيجة السيئة غير المرغوب بها لحدث معين ستؤثر على حياته ايضا عندما يراها سائدة بين الآخرين. "انا لست طالباً جيداً، وهذا يعني لست محبوباً"

بينما يرى الأشخاص المتفائلون انتشار الاحداث الإيجابية أكثر من الأشخاص المتشائمين.


الديمومة - Permanence: وهي رؤيتنا للأحداث السيئة على أنها أحداث عابرة أم دائمة غير قابلة للتغيير.

مثال عن الأسلوب المتشائم لتفسير الأمور "سأرقص دائما بشكل فظيع، أنا لن أتغير أبدا" بينما التفسير الإيجابي يأخذ منحىً مثل "ربما لم أرقص بالشكل الأفضل، وذلك لأن ساقي تؤلمني، في المرات المقبلة سأكون الأفضل"

والخلاصة هنا أن الظروف ليست دائمة أو غير قابلة للتغيير.


كيف نصبح أكثر تفاؤلاً؟ طريقة الـ ABC:

بتغيير اسلوبنا بتفسير الأمور، وذلك من خلال مواجهة تشوهاتنا المعرفية.

في كتاب التفاؤل المكتسب، يقدم سيليغمان النسخة المعدلة من طريقة ABC للدكتور ألبرت إليس.

سوف نستعرض مثالاً يوضح كيف تعمل.

- الأحداث السابقة/الشدائد، مثال: خلاف مع أحد الأصدقاء

- المعتقدات/التصرفات، مثال: "ياه، انا صديق سيء وسأظل كذلك"

- العواقب، مثال: لا تبادر للتصالح مع صديقك لأنك لن تتغير.

أسلوبك في التفسير هو انتقالك من A إلى B. وهو ما يطرحه سيليغمان بأننا نستطيع تعلم تغييره.

هذه العناصر الثلاثة التي يمكن أن نعمل عليها، أياً منها لاحظت؟

إعادة تعلّم طريقة ABC الخاصة بك تتعلق بزيادة الوعي حول التشوهات المعرفية أو أساليب التفسير المتشائمة، ومواجهتها، واستبدالها بأفكار أكثر تفاؤلاً وتكيفًا.

غالبًا ما يكون فهم هذه العلاقات هو الخطوة الأولى لتغيير طريقة تفكيرك إلى طريقة أكثر تفاؤلاً.

(Saelid & Nordahl ، 2017).


تم تحرير هذه المقالة من قبل فريق "مشروع مينا" اعتماداً على معلومات مترجمة من المصدر. https://positivepsychology.com/learned-optimism/







14 views0 comments

Recent Posts

See All

Commenti


bottom of page